الأربعاء، 24 أبريل 2013

فطرة

الفطرة ‏هي إيجاد الله للخلق ابتداء، وهي مجموع الاستعدادات والميول والغرائز التي تولد مع الإنسان.[1] وهي الخِلْقة، صفة يتَّصف بها المخلوق أول خلقه؛ صفة الإنسان الطبيعيّة. بالفِطرة: مُتَّصف بصفة أو موهبة معيَّنة منذ الولادة.[2] جمع: فِطَرٌ. [فِ طَ رْ].ما يَزَالُ عَلَى الْفِطْرَةِ" : الصِّفَةُ الأُولَى الَّتِي يَكُونُ عَلَيْهَا الإِنْسَانُ فِي أَوَّلِ حَيَاتِهِ، أَيْ خِلْقَتُهُ الطَّبِيعِيَّةُ.[3]

الفطرة

هي كلمة عربية وهي الخِلقة التي خُـلِقَ عليها المولود وهو في بطن أمه لقوله تعالى (الذي فطرني فإنه سيهدين),وتأتي أيضاً صفة الإنسان الطبيعية (مثلا ً: شعوب تعيش على الفطرة؛ أي تعيش على الصفات الطبيعية

الفطرة بالمفهوم الاسلامي

قال تعالى: فِطْرَةُ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا الروم آية 30(قرآن). أي إلزموها وهي دين الاسلام. [4]
عن ابي هريرة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ.)- صحيح البخاري, الجزء 2, كتاب 23, رقم 441
و حسب الديانة الإسلامية, ان الإنسان يولد مع معرفة فطرية عن التوحيد، هذا وإضافةً إلى الذكاء, الاحسان وكل الصفات التي تكون معنى الإنسانية, هي جزء من الفطرة. لهذا السبب يفضل بعض المسلمون ان ينعتوا من يعتنقوا الدين الإسلامي بالعائدون عوضاً عن المهتديون, إذ يعتقد انهم يرجعون إلى الحالة الصافية.
والإشارة إلى الولادة على الفطرة يعم جميع الناس، وحديث عياض صريح في ذلك، أن اللَّـه سبحانه خلقهم على الحنيفية، وأن الشياطين اجتالتهم بعد ذلك. قال المفسر ابن عطية: «الفطرة هي الهيئة التي في نفس الإنسان، التي هي ُمعدة ليستدل بها على ربه»، أي أنها السلامة من الاعتقادات الباطلة والقبول للعقائد الصحيحة.[5]
وفي تفسير قوله تعالى: (فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة اللَّـه التي فطر الناس عليها) قال العلامة ابن عاشور: «أي فأقم وجهك للدين الحنيف الفطرة، فالفطرة هنا جملة الدين، وما فُطر وخُلق عليه الإنسان ظاهرًا وباطنًا، أي جسدًا وعقلاً، فسير الإنسان على رجليه فطرة جسدية، ومحاولة مشيه على اليدين خلاف الفطرة، واستنتاج المسببات من أسبابها والنتائج من مقدماتها فطرة عقلية، ومحاولة استنتاج الشيء من غير سببه خلاف الفطرة، ومعنى وصف الإسلام بأنه الفطرة أن الأصول التي في الإسلام هي من الفطرة، أو أن الفطرة تهتدي إلى أصوله وشرائعه» [6]
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية في تعليقه على حديث «كل مولود يولد على الفطرة»: «ونحن إذا قلنا أنه ولد على فطرة الإسلام أو خلق حنيفًا، فليس المراد به أنه حين خرج من بطن أمه يعلم هذا الدين، فإن اللَّـه أخرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم شيئًا، ولكن فطرته مقتضية موجبة لدين الإسلام، ولمعرفته ومحبته، ومن ظن أن (البشر) خلقوا خالين من المعرفة والإنكار، من غير أن تكون الفطرة تقتضي واحدًا منهما، بل يكون القلب كاللوح الذي يقبل كتابة الإيمان وكتابة الكفر، فهذا القول فاسد؛ لأنه حينئذ لا فرق بالنسبة إلى الفطرة بين المعرفة والإنكار، والتهويد والتنصير، فكان ينبغي أن يقال: يُسلّمانه ويهودانه..»[7] وابن تيمية هنا يرد على الذين ينكرون هذه الفطرة المركوزة في الإنسان، والتي تدعوه للإقرار بوجود اللَّـه، وأن أصل العلم الإلهي فطري ضروري، والإنسان ليس بحاجة إلى مقدمات علم الكلام وآراء المعتزلة ليؤمن باللَّـه.
النبيان إبراهيم (عليه الصلاة والسلام) ومحمد (عليه الصلاة والسلام) جسدا الفطرة الصافية الكاملة. ولهذا كان الأخذ بسنة النبي محمد عليه الصلاة والسلام من تمام السعادة في الدنيا والاخرة لأن سنته عليه الصلاة والسلام تبين الطريق الصحيح للفطرة التي خلقنا الله عليها.

في اصطلاح الفلاسفة

الفطرة السليمة عند الفلاسفة هي استعداد لإصابة الحكم والتمييز بين الحق والباطل.

سنن الفطرة

للفطرة مركبان, الجسدي والروحاني. فطرة الجسد هي الجمال والكمال كما خلقها الله. رغم أن الله خلقها بصورة كاملة, مسموح للبشر ان يقوموا بتحسينها بواسطة طرق حللها الله, مثل الملابس, الاستحمام والعطور. هذه تغيرات سطحية وليست الفطرة الجوهرية.
ولكن, تغييرات جذرية للجسد لتلائم الذوق الشخصي أو اساليب الموضة الاجتماعية تُندد بأنها تغييرات محرمة وغير شرعية للفطرة. عمليات لتغيير تشوهات سببها مرض ما أو حادث تعتبر ترميم وترجيع للفطرة, وليست تغييراً لها, ولذلك محللة. [8]
و سنن الفطره[3] حرفيا ً: مجموعة من العادات الصحية والتجميلية التي وصى بها الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) بأنها منسجمة مع الفطرة ولا تعارضها. ومنها :
  • الختان:‏‏ الختان هو قطع جلد الحشفة أعلى الذكر، وهو واجب في حق الرجال، ومكرمة في حق النساء وليس واجباً عليهن.‏
  • الاستحداد:‏‏ هو حلق العانة، وهو مستحب لأنه من سنن الفطرة، وبأي شيء مباح أزاله جاز.‏
  • نتف الإبط:‏‏ وهو سنة، ويستحب أن تكون إزالته بالنتف، لكن لو حلقه أو أزاله بالمواد المزيلة جاز.‏
  • تقليم الأظافر:‏‏ وهو من السنة، لأن الأظافر إذا طالت صارت مخبأ للنجاسات والوسخ.‏
  • ‏قص الشارب :‏‏ودليل ما سبق قوله صلى الله عليه وسلم: (الفطرة خمس: الختان والاستحداد :وقص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط) متفق عليه.‏
  • إعفاء اللحية وعدم حلقها: وهو واجب،
    لقوله صلى الله عليه وسلم:(خالفوا المشركين. أحفوا الشوارب، وأعفوا اللحى) متفق عليه.‏
عن عائشة (ا): محمد قال: عشر من الفطرة: قص الشارب وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظافر، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء، يعني الاستنجاء" قال الراوي: ونسيت العاشرة إلى أن تكون المضمضة. رواه مسلم. (ًصحيح مسلم, II.502) [9

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق